الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

قوله : { مَن يَأْتِ مِنكُنَّ } : العامَّةُ على " يَأْتِ " بالياء من تحتُ حَمْلاً على لفظ " مَنْ " . وزيد بن علي والجحدري ويعقوب بالتاءِ مِنْ فوقُ حَمْلاً على معناها ؛ لأنه تَرَشَّح بقولِه : " منكُنَّ " ، و " منكنَّ " حالٌ من فاعل " يَأْتِ " . وتقدَّم القراءةُ في " مُبَينة " بالنسبة لكسرِ الياء وفتحها في النساء .

قوله : " يُضاعَفْ " قرأ أبو عمرو " يُضَعَّفْ " بالياء من تحت وتشديد العين مفتوحةً على البناء للمفعول . " العذابُ " بالرفع لقيامِه مقامَ الفاعل . وقرأ ابن كثير وابن عامر " نُضَعِّفْ " بنونِ العظمةِ ، وتشديد العين مكسورةً ، على البناءِ للفاعل . قوله : العذابَ " بالنصب على المفعول به . وقرأ الباقون " يُضاعَفْ " من المفاعلة مبنياً للمفعول . " العذابُ " بالرفعِ لقيامِه مَقامَ الفاعل . وقد تقدَّم توجيهُ التضعيف والمضاعَفة في سورة البقرة فأغنى عن إعادتِه .