الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (44)

قوله : { إِلاَّ رَحْمَةً } : منصوبٌ على المفعولِ له وهو استثناءٌ مفرغٌ . وقيل : استثناءٌ منقطعٌ . وقيل : على المصدرِ بفعلٍ مقدرٍ وعلى إسقاط الخافضِ . أي : إلاَّ برحمةٍ . والفاءُ في قوله :{ فلا صريخَ } رابطةٌ لهذه الجملةِ بما قبلها . فالضميرُ في " لهم " عائدٌ على " المُغرَقين " . وجوَّز ابن عطية هذا ووجهاً آخرَ ، وجعله أحسنَ منه : وهو أَنْ يكونَ استئنافَ إخبارٍ عن المسافرين في البحر ناجين كانوا أو مُغْرَقين ، هم بهذه الحالةِ لا نجاةَ لهم إلاَّ برحمةِ اللَّهِ ، وليس قولُه : { فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ } مربوطاً بالمغرقين . انتهى . وليس جَعْلُه هذا الأحسنَ بالحسنِ لئلا تخرجَ الفاءُ عن موضوعِها والكلامُ عن التئامِه .