اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (44)

قوله :{ إلاَّ رَحْمَةً } منصوب على المفعول{[46288]} له وهو استثناء{[46289]} مفرغ ، وقيل : استثناء{[46290]} منقطع وقيل : على المصدر بفعل مقدَّر ، أو على إسقاط الخافض أي إلا برحمةٍ{[46291]} ، والفاء في قوله : { فَلاَ صَرِيخَ } رابطةٌ لهذه الجملة بما قبلها{[46292]} ؛ فالضمير في{ لَهُمْ } عائد على «المُغْرَقينَ »{[46293]} . وجوز ابن عطية هذا ووجهاً آخَر وجعله أحْسَنَ منه وهو أن يكون استئناف إخبار عن المُسَافِرينَ في البحر ناجينَ كانوا أو مُغْرَقِينَ هم بهذه الحالة لا نجاة لهم إلاَّ برَحْمَةِ الله وليس قوله : { فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ } مربوطاً بالمغرقين انتهى{[46294]} .

وليس جعله هذا الأحسن بالحسن لئلا تخرج الفاء عن مَوْضُوعِهَا والكلام عن التئامِهِ{[46295]} .


[46288]:التبيان 1083 والبيان 2/297 وتأويل المشكل 2/228 ومعاني الزجاج 4/289 والإعراب للنحاس 3/397 والدر المصون 4/515.
[46289]:قاله أبو حيان في البحر 7/339.
[46290]:لم يحدده الكسائي ونقل هذا الرأي أبو البقاء في التبيان 1084.
[46291]:في "ب" رحمة وهذا تحريف غير مقصود. وقد ذكر هذين الوجهين العكبري في التبيان 1083 و 1084 والأنباري في البيان 2/297 ومكي في مشكل الإعراب 2/228 والسمين في الدر 4/521 ومعنى قول الكشاف أنه منصوب على المفعول له. انظره 3/324.
[46292]:الدر المصون 4/521 والبحر 7/339.
[46293]:السمين 4/521.
[46294]:المرجعان السابقان.
[46295]:هذا معنى كلام أبي حيان على ابن عطية معترضا عليه كعادته قال: "وليس بحسن ولا أحسن".