الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ ٱلۡيَوۡمَ فِي شُغُلٖ فَٰكِهُونَ} (55)

قوله : { فِي شُغُلٍ } : يجوز أَنْ يكونَ خبراً ل " إنَّ " و " فاكهون " خبرٌ ثانٍ ، وأنْ يكون " فاكهون " هو الخبر ، و " في شُغُلٍ " متعلِّقٌ به وأَنْ يكونَ حالاً . وقرأ الكوفيون وابنُ عامر بضمتين . والباقون بضمةٍ وسكونٍ ، وهما لغتان للحجازيين ، قاله الفراء . ومجاهد وأبو السَّمَّال بفتحتين . ويزيد النحوي وابن هُبَيْرَة بفتحةٍ وسكونٍ وهما لغتان أيضاً .

والعامَّةُ على رفع " فاكِهون " على ما تقدَّم . والأعمش وطلحة " فاكهين " نصباً على الحالِ ، والجارُّ الخبرُ . والعامَّةُ أيضاً على " فاكهين " بالألف بمعنى : أصحاب فاكهة ، ك لابنِ وتامرِ ولاحمِ ، والحسَنُ وأبو جعفر وأبو حيوةَ وأبو رجاءٍ وشيبةُ وقتادةُ ومجاهدٌ " فَكِهون " بغيرِ ألفٍ بمعنى : طَرِبُوْن فَرِحون ، من الفُكاهةِ بالضمِ . وقيل : الفاكهُ والفَكِهُ بمعنى المتلذِّذُ المتنعِّمُ ؛ لأنَّ كلاً من الفاكهةِ والفُكاهةِ مِمَّا يُتَلَذَّذُ به ويُتَنَعَّمُ . وقُرئ " فَكِهيْن " بالقَصْرِ والياء على ما تَقَدَّمَ . و " فَكُهُوْن " بالقصرِ وضمِّ الكافِ . يُقال : رجلٌ فَكِهٌ وفَكُهٌ كَرَجُلٍ نَدِس ونَدُسٍ ، وحَذِر وحَذُر .