البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (44)

وانتصب { رحمة } على الاستثناء المفرغ للمفعول من أجله ، أي لرحمة منا .

وقال الكسائي ، والزجاج : { إلى حسن } : أي إلى حين الموت ، قاله قتادة .

وقال الزمخشري : إما لرحمة منا ، وليتمتع بالحياة إلى حين : أي إلى أجل يموتون فيه لا بد لهم منه بعد النجاة من موت الغرق . انتهى .

وإنما قال : لا بد لهم من موت الغرق ، لأنه تعالى قال { وإن نشأ } : أي إغراقهم ، { نغرقهم } : فمن شاء إغراقه لا بد أن يموت بالغرق .

والظاهر أن { رحمة } ، { ومتاعاً إلى حين } يكون للذين ينقذون ، فلا يفيد الدوام ، بل ينقذه الله رحمة له ويمتعه إلى حين ثم يميته .

وقيل : فيه تقسيم ، إلا رحمة لمن علم أنه يؤمن من فينقذه الله رحمة ، ومن علم أنه لا يؤمن يمنعه زماناً ويزداد إثماً .