قوله : { يوَيْلَنَا } : العامَّةُ على الإِضافةِ إلى ضمير المتكلمين دون تأنيثٍ . وهو " وَيْل " مضافٌ لِما بعده . ونقل أبو البقاء عن الكوفيين أنَّ " وَيْ " كلمةٌ برأسِها . و " لنا " جارٌّ ومجرور " . انتهى . ولا معنى لهذا إلاَّ بتأويلٍ بعيدٍ : هو أَنْ يكونَ يا عجبُ لنا ؛ لأنَّ وي تُفَسَّرُ بمعنى اعجب منا . وابن أبي ليلى : " يا وَيْلتنا " بتاء التأنيث ، وعنه أيضاً " يا ويْلتا " بإبدال الياءِ ألفاً . وتأويلُ هذه أنَّ كلَّ واحدٍ منهم يقول : يا ويلتي .
والعامَّةُ على فتح ميم " مَنْ و " بَعَثَنا " فعلاً ماضياً خبراً ل " مَنْ " الاستفهامية قبلَه . وابن عباس والضحاك ، وأبو نهيك بكسر الميم على أنها حرفُ جر . و " بَعْثِنا " مصدرٌ مجرور ب مِنْ . ف " مِنْ " الأولى تتعلَّق بالوَيْل ، والثانيةُ تتعلَّقُ بالبعث .
والمَرْقَدُ يجوز أَنْ يكونَ مصدراً أي : مِنْ رُقادِنا ، وأن يكونَ مكاناً ، وهو مفردٌ أُقيم مُقامَ الجمعِ . والأولُ أحسنُ ؛ إذ المصدرُ يُفْرَدُ مطلقاً .
قوله : { هَذَا مَا وَعَدَ } في " هذا " وجهان ، أظهرهما : أنه مبتدأٌ وما بعده/ خبرُه . ويكونُ الوقفُ تاماً على قوله " مِنْ مَرْقَدِنا " . وهذه الجملةُ حينئذٍ فيها وجهان ، أحدهما : أنها مستأنفة : إمَّا من قولِ اللَّهِ تعالى ، أو مِنْ قولِ الملائكةِ . والثاني : أنها من كلام الكفارِ فتكون في محلِّ نصب بالقول . والثاني من الوجهين الأولين : " هذا " صفةٌ ل " مَرْقَدِنا " و " ما وَعَد " منقطعٌ عَمَّا قبله .
ثم في " ما " وجهان ، أحدُهما : أنها في محلِّ رفعٍ بالابتداء ، والخبرُ مقدرٌ أي : الذي وَعَدَه الرحمنُ وصَدَقَ فيه المرسلون حَقٌّ عليكم . وإليه ذهب الزجَّاج والزمخشري . والثاني : أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي : هذا وَعْدُ الرحمن . وقد تقدَّم لك أولَ الكهف : أنَّ حَفْصاً يقف على " مَرْقَدنا " وَقْفةً لطيفةً دونَ قَطْعِ نَفَسٍ لئلا يُتَوَهَّمَ أنَّ اسمَ الإِشارةِ تابعٌ ل " مَرْقَدِنا " . وهذان الوجهان يُقَوِّيان ذلك المعنى المذكور الذي تَعَمَّد الوقفَ لأجلِه . و " ما " يَصِحُّ أَنْ تكونَ موصولةً اسميةً أو حرفيةً كما تقدَّم تقريرُه . ومفعولا الوعدِ والصدقِ محذوفان أي : وعَدَناه الرحمن وصَدَقَناه المرسلون . والأصل : صَدَقَنا فيه . ويجوز حَذْفُ الخافض وقد تقدَّم لك نحو " صَدَقني سِنَّ بَكْرِهِ " أي في سِنِّه . وتقدَّم قراءتا " صيحة واحدة " نصباً ورفعاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.