إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (44)

وقوله تعالى : { إِلاَّ رَحْمَةً مّنَّا وَمَتَاعاً } استثناء مفرَّغٌ من أعمِّ العللِ الشَّاملةِ للباعث المتقدِّمِ والغاية المتأخِّرةِ أي لا يُغاثون ولا يُنقذون لشيءٍ من الأشياءِ إلا لرحمةٍ عظيمةٍ من قبلنا داعيةٍ إلى الإغاثةِ والإنقاذِ وتمتيع بالحياة مترتِّب عليهما ويجوزُ أنْ يُرادَ بالرَّحمةِ ما يُقارن التَّمتيعَ من الرَّحمةِ الدُّنيويَّةِ فيكون كلاهما غايةً للإغاثةِ والإنقاذِ أي لنوعٍ من الرَّحمةِ وتمتع { إلى حِينٍ } أي : إلى زمانٍ قُدِّر فيه آجالُهم كما قيل[ الوافر ]

ولم أسلمْ لكي أبقَى ولكن *** سَلِمتُ من الحِمامِ إلى الحِمامِ