الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

قوله : { يَوْمَ التَّنَادِ } : قد تقدَّم الخلافُ/ في يائِه : كيف تُحذف وتُثْبَت ؟ وهو مصدرُ " تَنادَى " نحو : تقاتَلَ تقاتُلاً . والأصلُ : تَنادُياً بضم الدالِ ولكنهم كسروها لتصِحَّ الياءُ . وقرأت طائفةٌ بسكون الدالِ إجراءً للوصل مُجْرى الوقفِ . وتنادَى القومُ أي : نادى بعضُهم بعضاً . قال :

3930 تنادَوْا فقالوا أَرْدَتِ الخيلُ فارساً *** فقُلْنا : عُبَيْدُ الله ذلكمُ الرَّدِي

وقال آخر :

3931 تنادَوْا بالرحيلِ غَداً *** وفي تَرْحالِهم نَفْسي

وقرأ ابن عباس والضحاك والكلبي وأبو صالح وابن مقسم والزعفراني في آخرين بتشديدِها ، مصدرُ " تَنادَّ " مِنْ نَدَّ البعيرُ إذا هَرَبَ ونَفَرَ ، وهو في معنى قولِه تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } [ عبس : 34 ] الآية . وفي الحديث : " إن للناسِ جَوْلةً يندُّون ، يظنُّون أنهم يَجِدُون مهرباً " وقال أمية بن أبي الصلت :

3932 وبَثَّ الخَلْقَ فيها إذ دَحاها *** فهُمْ سُكَّانُها حتى التنادي