قوله : { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ } : " ما " هذه يجوزُ أَنْ تكونَ نافيةً وهو الظاهرُ ، وأَنْ تكونَ موصولةً ، جَوَّز ذلك أبو البقاء ، ولم يُبَيِّنْ وجهَه . وبيانُه أنها تكونُ مجرورةَ المحلِّ عطفاً على الساعة أي : عِلْمُ الساعةِ وعِلْمُ التي تخرج ، و " مِنْ ثمرات " على هذا حالٌ ، أو تكون " مِنْ " للبيان . و " مِنْ " الثانية لابتداء الغاية . وأما " ما " الثانيةُ فنافيةٌ فقط . قال أبو البقاء : " لأنَّه عَطَفَ عليها " ولا تَضَعُ " ، ثم نقض النفيَ ب " إلاَّ " ، ولو كانَتْ بمعنى الذي معطوفةً على " الساعة " لم يَجُز ذلك " .
وقرأ نافع وابن عامر " ثمرات " ويُقَوِّيه أنها رُسِمَتْ بالتاءِ الممطوطة . والباقون " ثمرة " بالإِفرادِ والمرادُ بها الجنسُ . فإنْ كانَتْ " ما " نافيةً كانَتْ " مِنْ " مزيدةً في الفاعلِ ، وإنْ كانَتْ موصولةً كانت للبيانِ كما تقدَّم .
والأَكْمام : جمع كِمّ بكسرِ الكاف ، كذا ضبطه الزمخشري ، وهو ما يُغَطِّي الثمرةَ كجُفِّ الطَّلْعِ . وقال الراغب : " الكمُّ ما يُغَطِّي اليدَ من القميصِ ، وما يغطي الثمرة ، وجمعُه أكْمام فهذا يدلُّ على أنه مضموم الكاف ، إذ جعله مشتركاً بين كُمِّ القيمصِ وكمِّ الثمرةِ . ولا خلافَ في كُمِّ القميصِ أنه بالضم ، فيجوزُ أَنْ يكونَ في وعاءِ الثمرةِ لغتان ، دون كُمِّ القميصِ ، جمعاً بين قولَيْهما . وأمَّا أَكِمَّة فواحدُه كِمام كأَزِمَّة وزِمام . وفتح ابن كثير ياءَ " شُركائيَ " .
قوله : { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } هذه الجملةُ المنفيةُ معلِّقَةٌ ل " آذنَّاك " لأنها بمعنى أَعْلَمْناك قال :
3961 آذَنَتْنا ببَيْنِها أسماءُ *** رُبَّ ثاوٍ يَمَلُّ منه الثَّواءُ
وتقدَّم لنا خلافٌ في تعليقِ أعلم . . . ، والصحيحُ وقوعُه سماعاً من العربِ . وجَوَّز أبو حاتمٍ أَنْ يوقف على " آذنَّاك " وعلى " ظنُّوا " ويُبتدأَ بالنفي بعدَهما على سبيلِ الاستئناف . و " مِنَّا " خبرٌ مقدمٌ . و " مِنْ شهيد " مبتدأٌ . ويجوزُ أَنْ يكونَ " مِنْ شهيد " فاعلاً بالجارِّ قبلَه لاعتمادِه على النفي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.