قوله تعالى : { حَمُولَةً وَفَرْشاً } : منصوبان على أنهما نُسِقا على جنات أي : وأنشأ من الأنعام حمولة . والحَمولة : ما أطاق الحملَ عليه من الإِبل . والفَرْش صغارُها ، هذا هو المشهورُ في اللغة . وقيل : الحَمولة كبارُ الأنعام أعني الإِبل والبقر والغنم ، والفَرْش صغارها قال : " ويدل له أنه أبدل منه قولَه بعد ذلك ثمانية أزواج من الضأن " كما سيأتي . وقال الزجاج : " أجمع أهل اللغة على أن الفَرْشَ صغار الإبل ، وأنشد :
أَوْرَثَني حَمولةً وفَرْشاً *** أَمُشُّها في كل يومٍ مَشَّا
وَحَوَيْنا الفَرْشَ مِنْ أنعامكم *** والحَمُولاتِ وربَّاتِ الحجالْ
قال أبو زيد : " يحتمل أن يكون سُمِّيَتْ بالمصدر لأنَّ الفَرْشَ في الأًصل مصدر " . والفَرْش لفظٌ مشترك بين معانٍ كثيرة منها ما تقدَّم ، ومنها متاع البيت ، والفضاء الواسع ، واتساع خفِّ البعيرِ قليلاً ، والأرض الملساء ، عن أبي عمرو بن العلاء ، ونباتٌ يلتصق بالأرض ، ومنه قول الشاعر :
وقيل : الحَمُولة : كلُّ ما حُمِل عليه ، من إبل وبقر وبغل وحمار ، والفَرْشُ هنا ما اتُّخِذَ من صوفه ووبره وشعره ما يفترش ، وأنشدوا للنابغة :
وحَلَّتْ بيوتي في يَفاعٍ مُمَنَّعٍ *** تَخَالُ به راعي الحَمولَةِ طائرا
وما راعني إلا حَمُولة أهلها وسطَ الديارِ تَسُفُّ حب الخِمْخِمِ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.