قوله تعالى : { زَحْفاً } : فيه وجهان : أحدهما : أنه منصوبٌ على المصدر ، وذلك الناصب له في محل نصب على الحال ، والتقدير : إذا لقيتم الذين كفروا زاحفين زحفاً ، أو يزحفون زحفاً . والثاني : أنه منصوبٌ على الحال بنفسه ثم اختلفوا في صاحبِ الحال فقيل : الفاعل ، أي : وأنتم زَحْف من الزحوف ، أي : جماعة ، أو وأنتم تمشون إليهم قليلاً قليلاً على حَسَب ما يُفَسَّر به الزَّحْف وسيأتي . وقيل : هو المفعول أي : وهم جمٌّ كثير أو يمشون إليكم . وقيل : هي حالٌ منهما أي : لقيتموهم متزاحِفين بعضَكم إلى بعض .
والزَّحْفُ : الدنوُّ قليلاً قليلاً يقال : زَحَف يَزْحَف إليه بالفتح فيهما فهو زاحفٌ زَحْفاً ، وكذلك تَزَحَّفَ وتَزَاحف وأَزْحَفَ لنا عدوُّنا أي : دَنَوا لقتالنا . وقال الليث : " الزَّحْفُ : الجماعة يمشون إلى عدوِّهم ، قال الأعشى :
لِمَنِ الظعائنُ سَيَّرُهُنَّ تَزَحُّفُ *** مثلَ السَّفِينِ إذا تقاذَفُ تَجْدِفُ
وهذا من باب إطلاق المصدر على العين . والزَّحْفُ : الدبيب أيضاً مِنْ " زَحَفَ الصبيُّ " ، قال امرؤ القيس :
فَزَحْفاً أَتَيْتُ على الرُّكْبَتَيْنِ *** فثوباً لَبِسْتُ وثوباً أَجُرّْ
ويجوز جمعُه على زُحوف ومَزاحِف ، لاختلاف النوع ، قال الهذلي :
كأنَّ مَزاحِفَ الحَيَّاتِ فيه *** قبيل الصُّبْحِ آثارُ السِّياطِ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.