الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

قوله : { يَوْمَئِذٍ } : منصوبٌ ب " جيْء " والقائمُ مَقامَ الفاعلِ " بجهنَّمَ " . وجَوَّزَ مكي أَنْ يكونَ " يومَئِذٍ " قائماً مَقامَ الفاعلِ . وإمَّا " يومَئذ " الثاني فقيل : بدلٌ من " إذا دُكَّت " ، والعامل فيهما " يتذكَّر " قاله الزمخشري ، وهذا هو مذهبُ سيبويهِ ، وهو أنَّ العاملَ في المبدلِ منه عاملٌ في البدلِ ، ومذهبُ غيرِه أنَّ البدلَ على نيةِ تَكْرارِ العاملِ . وقيل : إنَّ العاملَ في " إذا دُكَّتْ " " يقولُ " ، والعاملُ في " يومئذ " " يتذكَّر " قاله أبو البقاء .

قوله : { وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } " أنَّى " خبرٌ مقدمٌ ، و " الذكرى " مبتدأٌ مؤخرٌ ، و " له " متعلقٌ بما تَعَلَّق به الظرفُ .