قوله : { وَمَا خَلَقَ } : يجوزُ في " ما " أَنْ تكونَ بمعنى " مَنْ " وهو رأيُ جماعةٍ تقدَّم ذِكْرُهمْ في السورةِ قبلَها . وقيل : هي مصدريةٌ . وقال الزمخشري : " والقادرُ : العظيمُ القدرةِ الذي قَدَرَ على خَلْقِ الذكَرِ والأنثى من ماءٍ واحدٍ " قلت : قد تقدَّم تقريرُ قولِه هذا وما اعْتُرِضَ به عليه ، وما أُجيب عنه ، في السورةِ قبلها . وقرأ أبو الدرداء " والذَّكرِ والأنثى " وقرأ عبد الله " والذي خَلَق " ، والكسائيُّ ونَقَلها ثعلبٌ عن بعض السَّلَف " وما خَلَقَ الذَّكَرِ " بجرِّ " الذكَرِ " قال الزمخشري : " على أنه بدلٌ من محلِّ " ما خَلَقَ " بمعنى " وما خَلَقَه " أي : ومخلوقِ اللَّهِ الذكَرِ ، وجاز إضمارُ " الله " لأنه معلومٌ بانفرادِه بالخَلْق " . وقال الشيخ : " وقد يُخَرَّجُ على تَوَهُّم المصدرِ ، أي : وخَلْقِ الذَّكرِ ، كقوله :
تَطُوفُ العُفاةُ بأبوابِه *** كما طاف بالبَيْعَةِ الراهبِ
بجرِّ " الراهب " على توهُّمِ النطقِ بالمصدر ، أي : كطَوافِ الراهبِ " انتهى . والذي يَظْهَرُ في تخريجِ البيت أنَّ اصلَه " الراهبيّ " بياءِ النسَبِ ، نسبةً إلى الصفةِ ، ثم خُفِّف ، وهو قليلٌ كقولِهم : أَحْمري ودَوَّاري ، وهذا التخريجُ بعينِه في قولِ امرئ القيس :
4584 . . . . . . . . . . . . . . . . *** فَقِلْ في مَقيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبِ
استشهد به الكوفيون على تقديمِ الفاعلِ . وقرأ العامَّةُ { تَجَلَّى } فعلاً ماضياً ، وفاعلُه ضميرٌ عائدٌ على النهار . وعبد الله بن عبيد بن عمير " تَتَجَلَّى " بتاءَيْن ، أي : الشمس . وقُرئ " تُجْلي " بضمِّ التاءِ وسكونِ الجيم ، أي : الشمسُ ايضاً ، ولا بُدَّ من عائدٍ على النهارِ محذوفٍ ، أي : تتجلَّى أو تُجْلِي فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.