البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَكَانُواْ يَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتًا ءَامِنِينَ} (82)

وقرأ الجمهور : ينحتون بكسر الخاء .

وقرأ الحسن ، وأبو حيوة بفتحها وصفهم بشدة النظر للدنيا والتكسب منها ، فذكر من ذلك مثالاً وهو نقرهم بالمعاول ونحوها في الحجارة .

وآمنين ، قيل : من الانهدام .

وقيل : من حوادث الدنيا .

وقيل : من الموت لاغترارهم بطول الأعمار .

وقيل : من نقب اللصوص ، ومن الأعداء .

وقيل : من عذاب الله ، يحسبون أنّ الجبال تحميهم منه .

قال ابن عطية : وأصح ما يظهر في ذلك أنهم كانوا يأمنون عواقب الآخرة ، فكانوا لا يعملون بحسبها ، بل كانوا يعملون بحسب الأمن منها .