البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا لِلۡعَٰلَمِينَ} (71)

والضمير في { ونجيناه } عائد على إبراهيم وضمن معنى أخرجناه بنجاتنا إلى الأرض ولذلك تعدى { نجيناه } بإلى ويحتمل أن يكون { إلى } متعلقاً بمحذوف أي منتهياً { إلى الأرض } فيكون في موضع الحال ، ولا تضمين في { ونجيناه } على هذا و { الأرض } التي خرجا منها هي كوثى من أرض العراق ، والأرض التي صار إليها هي أرض الشام وبركتها ما فيها من الخصب والأشجار والأنهار وبعث أكثر الأنبياء منها .

وقيل : مكة قاله ابن عباس ، كما قال { إن أول بيت } الآية .

وقيل أرض مصر وبركتها نيلها وزكاة زروعها وعمارة مواضعها .

وروي أن ابراهيم خرج مهاجراً إلى ربه ومعه لوط وكان ابن أخيه ، فآمنت به سارة وهي ابنة عمه فأخرجها معه فارًّا بدينه ، وفي هذه الخرجة لقي الجبار الذي رام أخذها منه فنزل حران ومكث زماناً بها .

وقيل : سارة ابنة ملك حرّان تزوجها إبراهيم وشرط عليه أبوها أن لا يغيرها ، والصحيح أنها ابنة عمه هاران الأكبر ، ثم قدم مصر ثم خرج منها إلى الشام فنزل السبع من أرض فلسطين ونزل لوط بالمؤتفكة على مسيرة يوم وليلة من السبع أو أقرب فبعثه الله نبياً .