البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ} (129)

والمصانع : جمع مصنعة .

قيل : وهي البناء على الماء .

وقيل : القصور المشيدة المحكمة .

وقيل : الحصون .

وقال قتادة : برك الماء .

وقيل : بروج الحمام .

وقيل : المنازل .

واتخذ هنا بمعنى عمل ، أي ويعملون مصانع ، أي تبنون .

وقال لبيد :

وتبقى جبال بعدنا ومصانع . . .

{ لعلكم تخلدون } : الظاهر أن لعل على بابها من الرجاء ، وكأنه تعليل للبناء والاتخاذ ، أي الحامل لكم على ذلك هو الرجاء للخلود ولا خلود .

وفي قراءة عبد الله : كي تخلدون ، أو يكون المعنى يشبه حالكم حال من يخلد ، فلذلك بنيتم واتخذتم .

وقال ابن زيد : معناه الاستفهام على سبيل التوبيخ والهزء بهم ، أي هل أنتم تخلدون : وكون لعل للاستفهام مذهب كوفي .

وقال ابن عباس : المعنى كأنكم خالدون ، وفي حرف أبي : كأنكم تخلدون .

وقرىء : كأنكم خالدون .

وقرأ الجمهور : تخلدون ، مبنياً للفاعل ؛ وقتادة : مبنياً للمفعول .

ويقال : خلد الشيء وأخلده : غيره .

وقرأ أبيّ ، وعلقمة ، وأبو العالية ، مبنياً للمفعول مشدداً ، كما قال الشاعر :

وهل ينعمن إلا سعيد مخلد *** قليل الهموم ما يبيت بأوجال