البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (79)

ولما ذكر تعالى قارون ونعته ، وما آتاه من الكنوز ، وفرحه بذلك فرح البطرين ، وادعاءه أن ما أوتي من ذلك إنما أوتيه على علم ، ذكر ما هو ناشىء عن التكبر والسرور بما أوتي فقال : { فخرج على قومه في زينته } ، وكان يوم السبت : أي أظهر ما يقدر عليه من الملابس والمراكب وزينة الدنيا .

قال جابر ، ومجاهد : في ثياب حمر .

وقال ابن زيد : هو وحشمه في ثياب معصفرة .

وقيل : في ثياب الأرجوان .

وقيل : على بغلة شهباء عليها الأرجوان ، وعليها سرج من ذهب ، ومعه أربعة آلاف على زيه .

وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر ، وعلى يمينه ثلاثمائة غلام ، وعلى يساره ثلاثمائة جارية بيض عليهم الحلى والديباج .

وقيل : في تسعين ألفاً عليهم المعصفرات ، وهو أول يوم رؤي فيه المعصفر .

وقيل غير ذلك من الكيفيات .

{ قال الذين يريدون الحياة الدنيا } قيل : كانوا مؤمنين .

وقال قتادة : تمنوه ليتقربوا به إلى الله .

وقيل : رغبة في اليسارة والثروة .

وقيل : كانوا كفارة ، وتمنوا { مثل ما أوتي قارون } ، ولم يذكروا زوال نعمته ، وهذا من الغبطة .

{ إنه لذو حظ عظيم } : أي درجة عظيمة ، قاله الضحاك .

وقيل : نصيب كثير من الدنيا والحظ البخت والسعد ، يقال : فلان ذو حظ وحظيظ ومحظوظ .