البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (83)

لما كان من قول أهل العلم والإيمان ثواب الله خير ، ذكر محل الثواب ، وهو الدار الآخرة .

والمعنى : تلك التي سمعت بذكرها ، وبلغك وصفها .

{ الدار الآخرة } : أي نعيم الدار الآخرة ، وهي الجنة ، والبقاء فيها سرمداً ، وعلق حصولها على مجرد الإرادة ، فكيف يمن بأشر العلوّ والفساد ؟ ثم جاء التركيب بلا في قوله : { ولا فساداً } ، فدل على أن كل واحد من العلوّ والفساد مقصود ، لا مجموعهما .

قال الحسن : العلوّ : العز والشرف ، إن جر البغي الضحاك ، الظلم والفساد يعم أنواع الشر .

وعن عليّ ، كرم الله وجهه : أن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه ، فيدخل تحتها .

وعن الفضيل ، أنه قرأها ثم قال : ذهبت الأماني .

وعن عمر بن عبد العزيز : أنه كان يرددها حتى قبض .