فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (79)

{ فخرج } قارون وكان خروجه يوم السبت { على قومه في زينته } أي بأتباعه الكثيرين ، ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير ، على خيول وبغال متحلية ، قاله المحلي .

عن أوس بن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خرج على قومه في أربعة آلاف بغل " {[1350]} . أخرجه ابن مردويه . وقد روي عن جماعة من التابعين أقوال في بيان ما خرج به على قومه من الزينة ، ولا يصح منها شيء مرفوعا ، بل هي من أخبار أهل الكتاب كما عرفناك غير مرة ، ولا أدري كيف إسناد هذا الحديث الذي رفعه ابن مردويه ؟ فمن ظفر بكتابه فلينظر فيه . وقد ذكر المفسرون أيضا في هذه الزينة التي خرج فيها روايات مختلفة ، والمراد أنه خرج في زينة ابتهر لها من رآها ، ولهذا تمنى الناظرون إليه أن يكون لهم مثلها كما حكى الله عنه بقوله :

{ قال الذين يريدون الحياة الدنيا } اختلف في هؤلاء القائلين بهذه المقالة فقيل : هم من مؤمني ذلك الوقت ، تمنوا الدنيا ليتقربوا إلى الله تعالى ، ولينفقوه في سبيل الخير ، فتمنوا مثله لا عينه ، حذرا من الحسد ، وقيل : هم قوم من الكفار .

{ يا } للتنبيه { ليت لنا مثل ما أوتي قارون } في الدنيا { إنه لذو حظ عظيم } أي نصيب وبخت ودولة وافرة من الدنيا .


[1350]:لا يصح مرفوعا.