اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (79)

دلت الآية على أنه خرج بأظهر زينة وأكملها ، وليس في القرآن إلا هذا القدر والناس ذكروا وجوهاً مختلفة ، والأولى ترك هذه التقديرات لأنها متعارضة ، ثم إن الناس لمَّا رأوه على تلك الزينة قال من كان منهم{[40856]} يرغب في الدنيا : { يا ليت لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } من الحال ، وهؤلاء الراغبون يحتمل أن يكونوا من الكفار ، وأن يكونوا من المسلمين الذين يحبُّون الدنيا ، فأمّا الذين أوتوا العلم - وهم أهل الدين - قال ابن عباس : يعني الأحبار من بني إسرائيل{[40857]} ، وقال مقاتل : أوتوا العلم بما وعد الله في الآخرة{[40858]} .


[40856]:في ب: قال منهم من كان.
[40857]:انظر البغوي 6/364.
[40858]:المرجع السابق.