مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (79)

{ فَخَرَجَ على قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ } في الحمرة والصفرة . وقيل : خرج يوم السبت على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة الاف على زيه . وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر وعن يمينه ثلثمائة غلام وعن يساره ثلثمائة جارية بيض عليهن الحليّ والديباج . و { فِى زِينَتِهِ } حال من فاعل { خرج } أي متزيناً { قَالَ الذين يُرِيدُونَ الحياة الدنيا } قيل : كانوا مسلمين وإنما تمنوا على سبيل الرغبة في اليسار كعادة البشر . وقيل : كانوا كفاراً { ياليت لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِىَ قارون } قالوه غبطة والغابط هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه كهذه الآية ، والحاسد هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه وهو كقوله تعالى ؛ { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } [ النساء : 32 ] وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تضر الغبطة ؟ قال : " «لا إلا كما يضر العضاه الخبط " { إِنَّهُ لَذُو حَظّ عَظِيمٍ } الحظ الجد وهو البخت والدولة