السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (79)

{ فخرج } أي : فتسبب عن تجبره واغتراره بماله أن خرج { على قومه } أي : الذين نصحوه في الاقتصاد في شأنه والإكثار في الجود على إخوانه وقوله تعالى : { في زينته } فيه دليل على أنه خرج بأظهر زينته وأكملها وليس في القرآن إلا هذا القدر .

والناس ذكروا وجوهاً مختلفة : فقال إبراهيم النخعي : أنه خرج هو وقومه في ثياب حمر وصفر ، وقال ابن زيد : في تسعين ألفاً عليهم المعصفرات وقال مقاتل : خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب عليه الأرجوان ومعه أربعة آلاف فارس عليهم وعلى دوابهم الأرجوان ومعه ثلثمائة جارية بيض عليهنّ الحلي والثياب الحمر على البغال ولما كان كأنه قبل ماذا قال قومه له ؟ قيل : { قال الذين يريدون الحياة الدنيا } منهم لسفول هممهم وقصور نظرهم على الفاني لكونهم أهل جهل وإن كان قولهم من باب الغبطة لا من باب الحسد الذي هو تمنى زوال نعمة المحسود { يا ليت لنا } أي : نتمنى تمنياً عظيماً أن نؤتى من أيّ مؤت كان وعلى أيّ وصف كان { مثل ما أوتي قارون } أي : من هذه الزينة وما تسبب عنه من العلم حتى لا نزال أصحاب أموال ، ثم عظموها بقولهم مؤكدين لعلمهم أن ثم من يريد ينكر عليهم { إنه لذو حظ } أي : نصيب وبخت من الدنيا { عظيم } بما أوتيه من العلم الذي كان سبباً له إلى جمع هذا المال وهؤلاء الراغبون يحتمل أن يكونوا من الكفار وأن يكونوا من المسلمين الذين يحبون الدنيا .