السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ} (107)

وقال مقاتل : البلاء ههنا النعمة وهو أن فدى ابنه بالكبش كما قال تعالى : { وفديناه } أي : المأمور بذبحه وهو إسماعيل وهو الأظهر ، وقيل : إسحاق { بذبح عظيم } أي : عظيم الجثة سمين أو عظيم القدر ؛ لأن الله تعالى فدى به نبياً ابن نبي وأي نبي من نسله سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ، وهو كبش أتى به جبريل عليه السلام من الجنة وهو الذي قربه هابيل ، فقال لإبراهيم : هذا فدا ولدك فاذبحه دونه ، فكبر إبراهيم وكبر ولده ، وكبر جبريل وكبر الكبش وأخذ إبراهيم الكبش ، وأتى به المنحر من منى فذبحه ، قال البغوي : قال أكثر المفسرين : كان ذلك الذبح كبشاً رعى في الجنة أربعين خريفاً ، وقيل : كان وعلاً أهبط عليه من ثبير ، وروي أنه هرب منه عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى أخذه فصارت سنة .

تنبيه : الذبح مصدر ويطلق على ما يذبح وهو المراد في هذه الآية .