البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

والظاهر أن الذين فاعل ، { ويستجيب } : أي ويجيب ، { الذين آمنوا } لربهم ، كما قال : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } فيكون يستجيب بمعنى يجيب ، أو يبقى على بابه من الطلب ، أي يستدعي الذين آمنوا الإجابة من ربهم بالأعمال الصالحة .

وقال سعيد بن جبير : هذا في فعلهم إذا دعاهم .

وعن إبراهيم بن أدهم أنه قيل : ما بالنا ندعو فلا نجاب ؟ قال : لأنه دعاكم فلم تجيبوه ، ثم قرأ : { والله يدعوا إلى دار السلام }

{ ويستجيب الذين آمنوا } ، قال الزجاج : الذين مفعول ، واستجاب وأجاب بمعنى واحد ، فالمعنى : ويجيب الله الذين آمنوا ، أي للذين ، كما قال :

فلم يستجبه عند ذاك مجيب . . .

أي : لم يجبه .

وروي هذا المعنى عن معاذ ابن جبل وابن عباس .

{ ويزيدهم من فضله } : أي على الثواب تفضلاً .

وفي الحديث : « قبول الشفاعات في المؤمنين والرضوان »