البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱتۡرُكِ ٱلۡبَحۡرَ رَهۡوًاۖ إِنَّهُمۡ جُندٞ مُّغۡرَقُونَ} (24)

رها البحر ، يرهو رهواً : سكن . يقال جاءت الخيل رهواً : أي ساكنة . قال الشاعر :

والخيل تمزع رهواً في أعنتها *** كالطير ينجو من الشرنوب ذي البرد

ويقال : افعل ذلك رهواً : أي ساكناً على هينتك . وقال ابن الأعرابي : رها في السير . قال القطامي في نعت الركاب :

يمشين رهواً فلا الإعجاز خاذلة *** ولا الصدور على الإعجاز تتكل

وقال الليث : عيش راه : وارع خافض . وقال غيره : الرهو والرهوة : المكان المرتفع والمنخفض يجتمع فيه الماء ، وهو من الأضداد ؛ والجمع : رها . والرهو : المرأة الواسعة الهن ، حكاه النضر بن شميل . والرهو : ضرب من الطير ، يقال هو الكركي . وقال أبو عبيدة : رها الرجل يرهو رهواً : فتح بين رجليه .

{ واترك البحر رهواً } : قال ابن عباس : ساكناً كما أجراه .

وقال مجاهد وعكرمة : يبساً من قوله : { فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً } وقال الضحاك : دمثاً ليناً .

وقال عكرمة : جدداً .

وقال ابن زيد : سهلاً .

وقال مجاهد أيضاً : منفرداً .

قال قتادة : أراد موسى أن يضرب البحر بعصاه ، لما قطعه ، حتى يلتئم ؛ وخاف أن يتبعه فرعون ، فقيل : لمه هذا ؟ { إنهم جند مغرقون } : أي فيه ، لأنهم إذا رأوه ساكناً على حالته حين دخل فيه موسى وبنوا إسرائيل ، أو مفتوحاً طريقاً يبساً ، دخلوا فيه ، فيطبقه الله عليهم .