البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47)

أي : وبنينا السماء ، فهو من باب الاشتغال ، وكذا وفرشنا الأرض .

وقرأ أبو السمال ، ومجاهد ، وابن مقسم : برفع السماء ورفع الأرض على الابتداء .

{ بأيد } : أي بقوة ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة ، وهو كقوله : { داود ذا الأيد } { وإنا لموسعون } : أي بناءها ، فالجملة حالية ، أي بنيناها موسعوها ، كقوله : جاء زيد وإنه لمسرع ، أي مسرعاً ، فهي بحيث أن الأرض وما يحيط من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة .

وقال ابن زيد قريباً من هذا وهو : أن الوسع راجع إلى السماء .

وقيل : لموسعون قوة وقدرة ، أي لقادرون من الوسع ، وهو الطاقة .

وقال الحسن : أوسع الرزق بالمطر والماء .