قوله : { وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا } : العامة على النصب على الاشتغالِ ، وكذلك قولُه : { والأرضَ فَرَشْناها } والتقديرُ : وبَنَيْنا السماءَ بَنَيْناها . وقال أبو البقاء : " أي : ورفَعْنا السماءَ " فقدَّر الناصبَ مِنْ غير لفظ الظاهر ، وهذا إنما يُصار إليه عند تعذُّرِ التقديرِ الموافقِ لفظاً نحو : زيداً مررت به ، وزيداً ضربْتُ غلامَه . وأمَّا في نحو " زيداً ضربتُه " فلا يُقَدَّر : إلاَّ ضربْتُ زيداً . وقرأ أبو السَّمَّال وابن مقسم برفعِهما على الابتداء ، والخبرُ ما بعدهما . والنصبُ أرجحُ لعطفِ جملة الاشتغال على جملةٍ فعلية قبلَها .
قوله : { بِأَيْدٍ } يجوز أَنْ يتعلقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ . وفيها وجهان ، أحدهما : أنَّها حالٌ من فاعل " بَنَيْناها " أي : ملتبسين بقوةٍ : والثاني : أنها حالٌ مِنْ مفعولِه أي : ملتبسةً بقوةٍ . ويجوزُ أَنْ تكونَ الباءُ للسببِ أي : بسببِ قدرتِنا . ويجوزُ أَنْ تكون الباءُ مُعَدِّيَةً مجازاً ، على أن تجعلَ الأَيْدَ كالآلةِ المبنيِّ بها كقولك : بَنَيْتُ بيتَك بالآجُرِّ .
قوله : { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } يجوز أَنْ تكونَ الجملةُ حالاً مِنْ فاعل " بَنَيْناها " ، ويجوزُ أَنْ تكونَ حالاً من مفعوله ، ومفعول " مُوْسِعون " محذوفٌ أي : موسِعون بناءَها . ويجوزُ أَنْ لا يُقَدَّر له مفعولٌ ؛ لأنَّ معناه " لَقادِرون " ، مِنْ قولك : ما في وُسْعي كذا أي : ما في طاقتي وقوتي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.