فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47)

{ والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون( 47 ) } .

{ بنيناها } رفعناها وجعلناها سقفا محفوظا حتى استقلت هكذا بدون أعمدة .

{ بأيد } بقوة وقدرة .

{ لموسعون }وسعنا أرجاءها ، أو من الوسع بمعنى الطاقة .

رفعنا السماء فوقكم فأنتم لها وطاء وهي لكم غطاء ، وأحكمنا تسويتها فجعلناه كالسقف محبوكة متقنة بقوتنا واقتدارنا ، وإنا لمحسنون صنعها ، وقد بسطنا آفاقها{[5495]} .


[5495]:نقل عن رائد الفضاء الأمريكي قوله: عندما وقع عليّ الاختيار لبرنامج الفضاء كان بين أوائل الأشياء التي أعطيت لي كتيب صغير يحوي الكثير من المعلومات عن الفضاء، وكان من بين محتوياته فقرتان تتعلقان بضخامة الكون أثرتا فيّ تأثيرا بالغا. عندما نذكر أن المجرة التي تضم كوكبنا مبلغ قطرها حوالي 100ألف سنة ضوئية نشعر بدهشة، ولما كانت الشمس نجما لا يعتد به تقع على مسافة حوالي 30ألف سنة ضوئية بين مركز المجرة، ويدور في مدار خاص به كل 200مليون سنة أثناء دوران المجرة، فإننا ندرك مدى صعوبة المقياس الهائل للكون الواقع وراء المجموعة الشمسية، بل إن الفضاء الذي يقع بين النجوم في مجرتنا ليس نهاية هذا الكون، فوراءه الملايين من المجرات الأخرى تندفع جميعا فيما يبدو متباعدة عن بعضها بسرعات خيالية، وتمتد حدود الكون المرئي بالمجهر مسافة 2000مليون سنة ضوئية.