السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47)

ثم ذكر ما يدلّ على تمام القدرة على البعث بقوله تعالى : { والسماء بنيناها } أي : بمالنا من العظمة { بأيدٍ } أي : بقوّة وشدّة عظيمة لا يقدر قدرها .

فائدة : رسمت بأيد بيائين بعد الألف .

{ وإنا } على عظمتنا بعد ذلك { لموسعون } أي : أغنياء وقادرون ذووا سعة لا تتناهى ، ولذلك أوسعنا بقدر جرمها وما فيها من الرزق عن أهلها فالأرض كلها على اتساعها كالنقطة في وسط دائرة السماء بما اقتضته صفة الإلهية التي لا تصح معها الشركة أصلاً فلسنا كمن تعرفون من الملوك ، لأنهم إذا فعلوا شيئاً لم يقدروا على أعظم منه وإن قدروا كان ذلك منهم بكلفة ومشقة وسترون في اليوم الآخر ما يتلاشى ما ترون في جنبه ومن اتساعنا جعلها بلا عمد مع ما هي عليه من العظمة إلى غير ذلك من الأمور الخارقة للعوائد ، وعن الحسن لموسعون الرزق بالمطر وقيل : جعلنا بينها وبين الأرض سعة .