البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

سورة النجم

هذه السورة مكية .

0

0

{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } .

وأقسم تعالى بالنجم ، فقال ابن عباس ومجاهد والفراء والقاضي منذر بن سعيد : هو الجملة من القرآن إذا نزلت ، وقد نزل منجما ًفي عشرين سنة . وقال الحسن ومعمر بن المثنى : هو هنا اسم جنس ، والمراد النجوم إذا هوت : أي غربت ، قال الشاعر :

فباتت تعد النجم في مستجره *** سريع بأيدي الآكلين حمودها

أي : تعد النجوم . وقال الحسن وأبو حمزة الثمالي : النجوم إذا انتثرت في القيامة . وقال ابن عباس أيضاً : هو انقض في أثر الشياطين ، وهذا تساعده اللغة . وقال الأخفش : والنجم إذا طلع ، وهويه : سقوطه على الأرض . وقال ابن جبير الصادق : هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وهويه : نزوله ليلة المعراج . وقيل : النجم معين . فقال مجاهد وسفيان : هو الثريا ، وهويها : سقوطها مع الفجر ، وهو علم عليها بالغلبة ، ولا تقول العرب النجم مطلقاً إلا للثريا ، ومنه قول العرب :

طلع النجم عشاء *** فابتغى الراعي كساء

طلع النجم غديه *** فابتغي الراعي كسيه

وقيل : الشعرى ، وإليها الإشارة بقوله : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشّعْرَى } ، والكهان والمنجمون يتكلمون على المغيبات عند طلوعها . وقيل : الزهرة ، وكانت تعبد . وقيل :

{ والنجم } : هم الصحابة .

وقيل : العلماء مفرد أريد به الجمع ، وهو في اللغة خرق الهوى ومقصده السفل ، إذ مصيره إليه ، وإن لم يقصد إليه .

وقال الشاعر :

هوى الدلو اسلمها الرشا . . .

ومنه : هوى العقاب .