البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى} (31)

{ ولله ما في السماوات وما في الأرض } : أخبر أن من في العالم العلوي والعالم السفلي ملكه تعالى ، يتصرف فيهما بما شاء .

واللام في { ليجزي } متعلقة بما دل عليه معنى الملك ، أي يضل ويهدي ليجزي .

وقيل : بقوله : { بمن ضل } ، و { بمن اهتدى } ، واللام للصيرورة ، والمعنى : إن عاقبة أمرهم جميعاً للجزاء بما عملوا ، أي بعقاب ما عملوا ، والحسنى : الجنة .

وقيل : التقدير بالأعمال الحسنى ، وحين ذكر جزاء المسيء قال : بما عملوا ، وحين ذكر جزاء المحسن أتى بالصفة التي تقتضي التفضل ، وتدل على الكرم والزيادة للمحسن ، كقوله تعالى : { ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } والأحسن تأنيث الحسنى .

وقرأ زيد بن علي : لنجزي ونحزي بالنون فيهما .