البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{نَزَّاعَةٗ لِّلشَّوَىٰ} (16)

والشوى جمع شواة ، وهي جلدة الرأس . وقال الأعشى :

قالت قتيلة ما له *** قد جللت سبباً شواته

والشوى : جلد الإنسان ، والشوى : قوائم الحيوان ، والشوى : كل عضو ليس بمقتل ، ومنه : رمى فأشوى ، إذا لم يصب المقتل ، والشوى : زوال المال ، والشوى : الشيء الهين اليسير .

و { نزاعة } خبر إن أو خبر مبتدأ ، و { لظى } خبر إن : أي هي نزاعة ، أو بدل من { لظى } ، أو خبر بعد خبر .

كل هذا ذكروه ، وذلك على قراءة الجمهور برفع نزاعة .

وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون ضميراً مبهماً ترجم عنه الخبر . انتهى .

ولا أدري ما هذا المضمر الذي ترجم عنه الخبر وليس هذا من المواضع التي يفسر فيها المفرد الضمير ، ولولا أنه ذكر بعد هذا أو ضمير القصة ، لحملت كلامه عليه .

وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة والزعفراني وابن مقسم وحفص واليزيدي : في اختياره نزاعة بالنصب ، فتعين أن يكون لظى خبراً لأن ، والضمير في إنها عائد على النار الدال عليها عذاب ، وانتصب نزاعة على الحال المؤكدة أو المبينة ، والعامل فيها لظى ، وإن كان عاملاً لما فيه من معنى التلظي ، كما عمل العلم في الظرف في قوله :

أنا أبو المنهال بعض الأحيان . . .

أي : المشهور بعض الاحيان ، أو على الاختصاص للتهويل ، قاله الزمخشري ، وكأنه يعني القطع .

فالنصب فيها كالرفع فيها ، إذا أضمرت هو فتضمر هنا أعني .