فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{نَزَّاعَةٗ لِّلشَّوَىٰ} (16)

{ نَزَّاعَةً للشوى } قرأ الجمهور : { نَزَّاعَةٌ } بالرفع على أنه خبر ثانٍ لإنّ ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو تكون لظى بدلاً من الضمير المنصوب ، ونزاعة خبر إنّ ، أو على أن نزّاعة صفة للظى على تقدير عدم كونها علماً ، أو يكون الضمير في إنها للقصة ، ويكون لظى مبتدأ ، ونزّاعة خبره ، والجملة خبر إنّ ، وقرأ حفص عن عاصم وأبو عمر وفي رواية عنه وأبو حيوة والزعفراني والترمذي وابن مقسم ( نزّاعة ) بالنصب على الحال . وقال أبو علي الفارسي : حمله على الحال بعيد ، لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال . وقيل : العامل فيها ما دلّ عليه الكلام من معنى التلظي ، أو النصب على الاختصاص ، والشوى : الأطراف ، أو جمع شواة ، وهي جلدة الرأس ، ومنه قول الأعشى :

قالت قتيلة ما له *** قد جللت شيباً شواته

وقال الحسن وثابت البناني : { نَزَّاعَةً للشّوى } أي لمكارم الوجه وحسنه ، وكذا قال أبو العالية وقتادة . وقال قتادة : تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك فيه شيئًا . وقال الكسائي : هي المفاصل . وقال أبو صالح : هي أطراف اليدين والرجلين .

/خ18