البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يُبَصَّرُونَهُمۡۚ يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۭ بِبَنِيهِ} (11)

{ يبصرونهم } : استئناف كلام .

قال ابن عباس : في المحشر يبصر الحميم حميمه ، ثم يفرّ عنه لشغله بنفسه .

وقيل : يبصرونهم في النار .

وقيل : يبصرونهم فلا يحتاجون إلى السؤال والطلب .

وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون يبصرونهم صفة ، أي حميماً مبصرين مصرفين إياهم . انتهى .

و { حميم حميماً } : نكرتان في سياق النفي فيعمان ، ولذلك جمع الضمير .

وقرأ قتادة : يبصرونهم مخففاً مع كسر الصاد ، أي يبصر المؤمن الكافر في النار ، قاله مجاهد .

وقال ابن زيد : يبصر الكافر من أضله في النار عبرة وانتقاماً وحزناً .

{ يود المجرم } : أي الكافر ، وقد يندرج فيه المؤمن العاصي الذي يعذب .

وقرأ الجمهور : { من عذاب } مضافاً ؛ وأبو حيوة بفتحها .