" نزاعة للشوى " قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر عنه والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي " نزاعة " بالرفع . وروى أبو عمرو عن عاصم " نزاعة " بالنصب . فمن رفع فله خمسة أوجه : أحدها أن تجعل " لظى " خبر " إن " وترفع " نزاعة " بإضمار هي ، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على " لظى " . والوجه الثاني أن تكون " لظى " و " نزاعة " خبران لإن . كما تقول إنه خلق مخاصم . والوجه الثالث أن تكون " نزاعة " بدلا من " لظى " و " لظى " خبر " إن " . والوجه الرابع أن يكون " لظى " بدلا من اسم " إن " و " نزاعة " خبر " إن " . والمعنى : أن القصة والخبر لظى نزاعة للشوى ومن نصب " نزاعة " حسن له أن يقف على " لظى " وينصب " نزاعة " على القطع من " لظى " إذ كانت نكرة متصلة بمعرفة . ويجوز نصبها على الحال المؤكدة ، كما قال : " وهو الحق مصدقا{[15353]} " [ البقرة : 91 ] . ويجوز أن تنصب على معنى أنها تتلظى نزاعة ، أي في حال نزعها للشوى . والعامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظي . ويجوز أن يكون حالا ، على أنه حال للمكذبين بخبرها . ويجوز نصبها عل القطع ، كما تقول : مررت بزيد العاقل الفاضل . فهذه خمسة أوجه للنصب أيضا . والشوى . جمع شواة وهي جلدة الرأس . قال الأعشى :
قالت قُتَيلة مالَه *** قد جُلِّلَتْ شيبًا شَوَاتُهُ
لأصبحت هدتك الحوادثُ هَدَّةً *** لها فشواة الرأس بادٍ قَتِيرُهَا
القتير : الشيب . وفي الصحاح : " والشوى : جمع شواة وهي جلدة الرأس " . والشوى : اليدان والرجلان والرأس من الآدميين ، وكل ما ليس مقتلا . يقال : رماه فأشواه إذا لم يصب المقتل . قال الهذلي :
فإن من القول التي لا شَوَى لها *** إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتُها
يقول : إن من القول كلمة لا تشوي ولكن تقتل . قال الأعشى :
قالت قتيلة مالهُ *** قد جُلِّلَتْ شيباً شَواته
قال أبو عبيد : أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له : " صحفت ! إنما هو سراتُه ، [ أي نواحيه ]{[15354]} فسكت أبو الخطاب ثم قال لنا : بل هو صحف ، إنما هو شواته " . وشوى الفرس : قوائمه ؛ لأنه يقال : عَبْل{[15355]} الشَّوَى ، ولا يكون هذا للرأس ؛ لأنهم وصفوا الخيل بإسالة الخدين وعتق الوجه وهو رقته . والشوى : رُذال المال . والشوى : هو الشيء الهين اليسير . وقال ثابت البناني والحسن : " نزاعة للشوى " أي لمكارم وجهه . أبو العالية : لمحاسن وجهه . قتادة : لمكارم خلقته وأطرافه . وقال الضحاك : تفري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا . وقال الكسائي : هي المفاصل . وقال بعض الأئمة : هي القوائم والجلود . قال امرؤ القيس :
سليم الشَّظَى عَبْلَ الشَّوَى شَنِجُ النَّسَا *** له حَجَبات مُشْرِفَاتٌ على الفَالِ{[15356]}
وقال أبو صالح : أطراف اليدين والرجلين . قال الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.