وقرأ العامة : «نزَّاعةٌ » بالرفع .
وقرأ حفص ، وأبو حيوة والزَّعفرانِيُّ ، واليَزيديُّ ، وابنُ مقسم : «نزَّاعةً » بالنصب{[57904]} . وفيها وجهان :
أحدهما : أن ينتصب على الحال ، واعترض عليه أبو علي الفارسي ، وقال : حمله على الحال بعيدٌ ، لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال .
قال القرطبيُّ{[57905]} : «ويجوز أن يكون حالاً على أنه حالٌ للمكذبين بخبرها » .
أحدها : أنه الضمير المستكنُّ في «لَظَى » ؛ وإن كانت علماً فهي جاريةٌ مجرى المشتقات ك «الحارث والعباس » ، وذلك لأنها بمعنى التلظِّي ، وإذا عمل العلم الصريح والكنية في الظروف ، فلأن يعمل العلم الجاري مجرى المشتقات في الأحوال أولى ، ومن مجيء ذلك قوله : [ السريع أو الرجز ]
4861 - أنَا أبُو المِنْهَالِ بَعْضَ الأحْيَان{[57906]} *** . . .
ضمنه بمعنى أنا المشهور في بعض الأحيان .
الثاني : أنَّه فاعل «تَدعُو » وقدمت حاله عليه ، أي : تدعو حال كونها نزَّاعةً .
ويجوز أن تكون هذه الحالُ مؤكدةً ، لأنَّ «لَظَى » هذا شأنها ، وهو معروف من أمرها ، وأن تكون مبنيةً ؛ لأنه أمرٌ توقيفيّ .
الثالث : أنه محذوف هو والعامل تقديره : تتلظَّى نزاعة ، ودل عليه «لَظَى » .
الثاني من الوجهين الأولين : أنها منصوبة على الاختصاص ، وعبَّر عنه الزمخشريُّ بالتهويل . كما عبَّر عن وجه رفعها على خبر ابتداء مضمر ، والتقدير : أعني نزاعةٌ وأخصُّها .
وقد منع المبردُ نصب «نزَّاعة » ، قال : لأن الحال إنما يكون فيما يجوز أن يكون وألاّ يكون و «لَظَى » لا تكون إلا نزَّاعةً ، قاله عنه مكِّيٌّ .
وردَّ عليه بقوله تعالى : { وَهُوَ الحق مُصَدِّقاً }[ البقرة : 91 ] ، { وهذا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً }[ الأنعام : 126 ] قال : فالحق لا يكون إلا مصدقاً ، وصراط ربِّك لا يكونُ إلاَّ مستقيماً .
قال شهاب الدين{[57907]} : المُبرِّدُ بني الأمر على الحال المبنيةِ ، وليس ذلك بلازم ؛ إذ قد وردت الحال مؤكدة كما أورده مكيٌّ ، وإن كان خلاف الأصلِ ، واللظى في الأصل : اللهب ، ونقل علماً لجهنم ، ولذلك منع من الصرف .
وقيل : هو اسم للدَّركة الثانية من النارِ ، والشَّوى : الأطراف جمع شواة ، ك «نوى ، ونواة » ؛ قال الشاعر : [ الوافر ]
4862 - إذَا نَظرَتْ عَرفْتَ النَّحْرَ مِنْهَا***وعَيْنَيْهَا ولمْ تَعْرفْ شَواهَا{[57908]}
وقيل : الشَّوى : الأعضاء التي ليست بمقتل ، ومنه : رماه فأشواه ، أي لم يُصِبْ مقتله ، وشوى الفرس : قوائمه ، لأنه يقال : عَبْلُ الشَّوى .
وقيل : الشَّوى : جمع شواة وهي جلدة الرأس ؛ وأنشد الأصمعي : [ مجزوء الكامل ]
4863 - قَالتْ قُتَيْلَةُ : مَا لَهُ*** قَدْ جُلِّلتْ شَيْباً شَواتُه{[57909]}
وقيل : هو جلد الإنسان ، والشَّوى أيضاً : رُذال المال ، والشيء اليسير .
قال ثابت البناني والحسن : «نزَّاعةً للشَّوى » : أي لمكارم وجهه{[57910]} . وعن الحسن أيضاً : إنه الهام{[57911]} .
وقال أبو العالية : لمحاسن وجهه{[57912]} .
وقال قتادة : لمكارم خلقته وأطرافه{[57913]} .
وقال الضحاك : تفري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئاً{[57914]} .
4864 - سَلِيمُ الشَّظَى ، عَبْلُ الشَّوى ، شَنِجُ النَّسَا***لَهُ حَجَباتٌ مُشرفاتٌ على الفَالِ{[57915]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.