البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالَ نُوحٞ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ دَيَّارًا} (26)

ودعاء نوح عليه السلام بعد أن أوحى إليه أنه { لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } قاله قتادة .

وعنه أيضاً : ما دعا عليهم إلا بعد أن أخرج الله كل مؤمن من الأصلاب ، وأعقم أرحام نسائهم ،

وهذا لا يظهر لأنه قال : { إنك إن تذرهم يضلوا عبادك } الآية ، فقوله : { ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } يدل على أنه لم يعقم أرحام نسائهم ، وقاله أيضاً محمد بن كعب والربيع وابن زيد ، ولا يظهر كما قلنا ، وقد كان قبل ذلك طامعاً في إيمانهم عاطفاً عليهم .

وفي الحديث : « أنه ربما ضربه ناس منهم أحياناً حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » ودياراً : من ألفاظ العموم التي تستعمل في النفي وما أشبهه ، ووزنه فيعال ، أصله ديوار ، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت ؛ ويقال : منه دوّار ووزنه فعال ، وكلاهما من الدوران ، كما قالوا : قيام وقوام ، والمعنى معنى أحد .

وعن السدّي : من سكن داراً .

وقال الزمخشري : وهو فيعال من الدور أو من الدار . انتهى .

والدار أيضاً من الدور ، وألفها منقلبة عن واو .