قوله : { دَيَّاراً } : قال الزمخشري : " دَيَّار من الأسماءِ المستعملةِ في النفيِ العامِّ . يقال : " ما بالدار دَيَّارٌ ودَيُّورٌ " ، كقَيَّام وقَيُّوم . وهو فَيْعال من الدُّور أو مِنْ الدار . أصلُه دَيْوار ففُعِل به ما يُفْعَلُ بأصلِ سَيِّد ومَيَّت ، ولو كان فَعَّالاً لكان دَوَّاراً " انتهى . يعني أنه كان ينبغي أَنْ تَصِحَّ واوُه ولا تُقْلَبَ ياءً . وهذا نظيرُ ما تقدَّم له من البحثِ في " متحيِّز " ، وأنَّ أصلَه مُتَحَيْوِز مُتَفَيْعِل ، لا مُتَفَعِّل ، إذ كان يلزمُ أَنْ يكونَ مُتَحَوِّزاً ، لأنه من الحَوْز . ويقال أيضاً . فيه دَوَّار نحو : قَيَّام وقَوَّام .
وقال مكي : " وأصلُه دَيْوار ، ثم أَدْغَموا الواوَ في الياءِ مثلَ " مَيِّت " أصلُه مَيْوِت ، ثم أَدْغموا الثاني في الأولِ . ويجوز أَنْ يكونَ أَبْدلوا من الواوِ ياءً ، ثم أدغموا الياءَ الأولى في الثانية " . قلت : قولُه : " أدغموا الثاني في الأول " هذا لا يجوزُ ؛ إذ القاعدةُ المستقرةُ في المتقارَبَيْنِ قَلْبُ الأولِ للثاني ، ولا يجوزُ العكسُ إلاَّ شذوذاً ، أو لضرورةٍ صناعيةٍ . أمَّا الشذوذُ فكقراءةِ : " وَاذَّكَرَ " [ يوسف : 45 ] بالذالِ المعجمةِ و " فَهَلْ مِن مُّذَّكِرٍ " [ القمر : 15 ]بالمعجمةِ أيضاً . وقد مَضَى تحقيقُه . وأمَّا الضرورةُ الصناعيةُ فنحو : " امدحْ هِلالاً " بقَلْبِ الهاءِ حاءً ؛ لئلا يُدْغَمَ الأقوى في الأضعفِ ، وهذا يَعْرِفُه مَنْ عانى التصريفَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.