نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَقَالَ نُوحٞ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ دَيَّارًا} (26)

ولما أتم الخبر عن إغراقهم ، وقدمه للاهتمام بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم في إجابة دعوته تحذيراً للعرب أن يخرجوا رسولهم صلى الله عليه وسلم فيخرجوه{[68855]} إلى مثل ذلك ، عطف{[68856]} على قول نوح عليه السلام من أوله قوله عندما أخبره تعالى أنهم مغرقون وأنه لا يؤمن منهم إلا من قد آمن بعدما{[68857]} طال بلاؤه بهم حتى إن كان الرجل ليأتي بابنه إليه فيقول له : احذر هذا أن يضلك ، وإن أبي حذر به ، وكانت صيغة العموم ليست{[68858]} بنص في أفرادها أبداً{[68859]} ، استنجازاً لوعده وتصريحاً بمراده : { وقال نوح } وأسقط الأداة كما هي عادة أهل الحضرة فقال : { رب{[68860]} لا تذر } أي تترك بوجه {[68861]}من الوجوه{[68862]} أصلاً ولو على أدنى الوجوه { على الأرض } أي كلها {[68863]}من مشرقها إلى مغربها وسهلها وجبلها ووهدها{[68864]} { من الكافرين } أي الراسخين في{[68865]} الكفر{[68866]} الذي هو كان لهم جبلة وطبعاً{[68867]} { دياراً * } أي أحداً يدور فيها ، وهو من ألفاظ العموم التي تستعمل في النفي العام فيقال من الدور أو الدار لا فعّال ، وإلا لكان دواراً ، ويجوز - وهو أقرب{[68868]} - أن يكون هذا الدعاء عند ركوبه السفينة وابتداء الإغراق فيهم ، يريد{[68869]} به العموم كراهية{[68870]} أن يبقى أحد منهم على ذروة جبل أو نحوه ، لا أصل الإغراق ، وأن يكون معنى ما قبله الحكم بإغراقهم وتحتم القضاء به أو الشروع فيه{[68871]} .


[68855]:- زيد من ظ وم.
[68856]:- زيد في الأصل: عليه أي، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68857]:- في ظ وم: إن.
[68858]:- من ظ وم، وفي الأصل: ليس.
[68859]:- سقط من ظ وم.
[68860]:- وقع في الأصل بعد "قال نوح" والترتيب من ظ وم.
[68861]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68862]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68863]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68864]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68865]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[68866]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68867]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68868]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأخرب.
[68869]:- من ظ وم، وفي الأصل: يريدون.
[68870]:- من ظ وم، وفي الأصل: الكراهية.
[68871]:- زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.