الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ نُوحٞ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ دَيَّارًا} (26)

ثم قال : ( وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا ) أي {[70699]} : لا تدع على الأرض من يدور {[70700]} فيها ويحيى منهم فيها {[70701]} ، والمعنى : من الكافرين أحدا ، يعني قومه وغيرهم ، دعا عليهم لما أوحى الله إليه {[70702]} ( أنه لن يومن من قومك إلا من قد-امن ) {[70703]} قاله قتادة وغيره {[70704]} .


[70699]:- أ: لا تدر.
[70700]:- أ: يدور ويحيي منهم فيها. ث: يدور فيها ويذهب ويحيي منهم فيها. وفي جامع البيان 29/100:ط من يدور في الأرض فيذهب ويجيء فيها" وهو أوضح وأنسب.
[70701]:- أ: عليهم.
[70702]:- هود: 36.
[70703]:- انظر: جامع البيان29/101, وفي المعالم 7/157 نحوه عن محمد بن كعب ومقاتل والربيع وفائدة هذا الكلام أنه لم يدع عليهم حتى ثبت لديه بيان من الله- جل وعز- أنهم كفرة متمردون ثابتون على الكفر متواصون به. ودعاء نوح عليه السلام عليهم لا ينافي في أخلاق الأنبياء عليهم السلام في الرحمة بأقوامهم والصبر عليهم, بل قد كان نوح رحيما بهم صبورا عليهم إلى أقصى حد- حتى قال مجاهد:" كانوا يضربون نوحا حتى يغشى عليه, فإذا أفاق قال: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون:. جامع البيان 29/102, والدر 8/295.
[70704]:- ث: كافرا.