البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

ولما دعا على الكفار ، استغفر للمؤمنين ، فبدأ بنفسه ثم بمن وجب برّه عليه ، ثم للؤمنين ، فكأن هو ووالداه اندرجوا في المؤمنين والمؤمنات .

وقرأ الجمهور : { ولوالديّ } ، والظاهر أنهما أبوه لمك بن متوشلخ وأمه شمخاء بنت أنوش .

وقيل : هما آدم وحوّاء .

وقرأ ابن جبير والجحدري : ولوالدي بكسر الدال ، فأما أن يكون خص أباه الأقرب ، أو أراد جميع من ولدوه إلى آدم عليه السلام .

وقال ابن عباس : لم يكن لنوح عليه السلام أب ما بينه وبين آدم عليه السلام .

وقرأ الحسن بن عليّ ويحيى بن يعمر والنخعي والزهري وزيد بن عليّ : ولولداي تثنية ولد ، يعني ساماً وحاماً .

{ ولمن دخل بيتي } ، قال ابن عباس والجمهور : مسجدي ؛ وعن ابن عباس أيضاً : شريعتي ، استعار لها بيتاً ، كما قالوا : قبة الإسلام وفسطاطه .

وقيل : سفينته .

وقيل : داره .

{ وللمؤمنين والمؤمنات } : دعا لكل مؤمن ومؤمنة في كل أمّة .

والتبار : الهلاك .