فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ} (36)

{ وبرزت الجحيم لمن يرى } معطوف على { جاءت } أي أظهرت النار المحرقة إظهارا بينا مكشوفا لا تخفى على أحد ، قال مقاتل فكشف عنها الغطاء فينظر إليها الخلق ، وقيل لمن يرى من الكفار لا من المؤمنين .

والظاهر أنها تبرز لكل راء ، فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها ، وأما الكافر فيزداد غما إلى غمه وحسرة إلى حسرته .

قرأ الجمهور لمن يرى بالتحتية وقرأت عائشة ومالك بن دينار وعكرمة وزيد بن علي : بالفوقية أي لمن تراه الجحيم ، أو لمن تراه أنت يا محمد ، " وقرأ ابن مسعود لمن رأى على صيغة الفعل الماضي .