أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

شرح الكلمات :

{ علم الإِنسان } : أي جنس الإِنسان .

{ ما لم يعلم } : أي ما لم يكن يعلمه من سائر العلوم والمعارف .

المعنى :

وقوله { علم الإِنسان ما لم يعلم } أي من كرمه الذي أفاض منه على عباده نعمه التي لا تحصى أنه علم الإِنسان بواسطة القلم ما لم يكن يعلم من العلوم والمعارف ، وهذه إشادة بالقلم ، وأنه واسطة العلوم والمعارف ، والواسطة تشرف بشرف الغاية المتوسط لها ، فلذا كان لا أشرف في الدنيا من عباد الله الصالحين والعلوم الإِلهية في الكتابة والسنة وما دعوا إليه وحضا عليه من العلوم النافعة للإِنسان .

/ذ1

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

قوله : { علم الإنسان ما لم يعلم } } وذلك دليل على كمال كرمه سبحانه ، إذ علّم الإنسان الكتابة بالقلم وعلمه ما لم يكن يعلم . وفي ذلك ما يشير إلى أهمية الكتابة وفضلها العظيم لما في ذلك من عظيم المنافع الدنيوية والأخروية . فإن ما دوّنت العلوم ولا سطّرت الحكم ، ولا حفظت أخبار الأولين ، ولا ضبطت كتب الله المنزلة إلا بالكتابة . وهي لولاها لما استقامت أمور الدين والدنيا . وذلكم دليل ظاهر على بالغ حكمة الله سبحانه ، إذ علم الإنسان الكتابة بالقلم .

والكتابة في كيفية تحققها وضبطها بالقلم تتضافر جملة من مركبات الذهن والأعصاب والإرادة والبصر لتأتي الأفكار والأخبار والعلوم والمقاصد مدونة ومضبوطة ومتسقة . وهذه القدرة لا تتسنى لغير الإنسان الذي علمه الله الكتابة بالقلم وعلمه ما لم يكن يعلم{[4835]} .


[4835]:التفسر النسفي جـ 4 ص 368 وتفسير البيضاوي ص 804.