أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ} (6)

شرح الكلمات :

{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب } : أي بالإِسلام ونبيه وكتابه هم اليهود والنصارى .

{ أولئك هم شر البرية } : أي شر الخليقة .

المعنى :

قوله تعالى { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } إنه بعد أن بين الدين الحق المنجي من العذاب والموجب للنعيم - وهو الدين الإِسلامي - أخبر تعالى أن من كفر به من أهل الكتاب ومن المشركين هم في نار جهنم خالدين فيها ، هذا حكم الله فيهم لكفرهم بالحق ، وإعراضهم عنه ، بعد ما جاءتهم البيّنة ، وعرفوا الطريق وتنكبوه ، رضا بالباطل ، واقتناعا بالكفر والشرك ، بدل الإِيمان والتوحيد ، هؤلاء الكفرة الفجرة هم شر الخليقة كلها . وهو معنى قوله { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية } .

الهداية :

من الهداية :

- بيان جزاء من كفر بالإِسلام من سائر الناس وأنه بئس الجزاء .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ} (6)

{ البرية } الخلق ؛ لأن الله برأهم وأوجدهم بعد العدم ، وقرئ بالهمز وهو الأصل ، وبالياء وهو تخفيف من المهموز ، وهو أكثر استعمالا عند العرب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ} (6)

ودل على ما قدرته في أمر المشركين بذكرهم في نتيجة ما مضى في قوله مؤكداً لأجل إنكارهم : { إن الذين كفروا } أي وقع منهم الستر لمرائي عقولهم بعد صرفها للنظر الصحيح فضلوا واستمروا على ذلك ، وإن لم يكونوا عريقين فيه { من أهل الكتاب } أي اليهود والنصارى { والمشركين } أي العريقين في الشرك ، ودل بالإتيان بالوصف هنا والفعل في أولئك - والله أعلم - على أن المشرك يرجع عن شركه ويؤمن إن لم يكن عريقاً في الشرك ، بخلاف أهل الكتاب متى تلبس أحد منهم بكفر لا يرجع عنه ، وإن كان تلبسه به على أضعف الوجوه ، وكذا كل من ينسب إلى علم - ولا سيما إن كان بليداً - متى عرضت له شبهة بعد رجوعه عنها ، فلذلك جمع بينهم في قوله : { في نار جهنم } أي النار التي تلقاهم بالتجهم والعبوسة تكون عذاباً لأجسامهم { خالدين فيها } أي يوم القيامة أو في الحال لسعيهم في موجباتها ، واشتراك الفريقين في جنس العذاب لا يوجب التساوي في النوع ؛ بل يختلف بحسب اشتداد الكفر وخفته .

ولما كان معظم السياق للعبادة ، والترغيب فيها من القراءة والسجود والانفكاك عن الكفر ، لم يذكر التأبيد بلفظه ، بل اكتفى بما دل عليه ، وقال في نتيجة ما مضى : { أولئك } أي البعداء البغضاء { هم } أي خاصة بما لضمائرهم من الخبث { شر البرية * } أي الخليقة الذين أهملوا إصلاح أنفسهم ، وفرطوا في حوائجهم ومآربهم ، وهذا نار لأرواحهم حين ينادى عليهم به .