{ إِنَّ الذين كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكتاب والمشركين فِي نَارِ جَهَنَّمَ } بيانٌ لحالِ الفريقينِ في الآخرةِ بعد بيانِ حالِهم في الدُّنيا ، وذَكَرَ المشركينَ لئلاَّ يتوهَم اختصاصُ الحكمِ بأهلِ الكتابِ حسبَ اختصاصِ مشاهدةِ شواهدِ النبوةِ في الكتابِ بهم ، ومَعْنى كونِهم فيها أنَّهم بصيرونَ إليها يومَ القيامةِ ، وإيرادُ الجملةِ الاسميةِ للإيذان بتحقق مضمونِها لا محالةَ ، أو أنَّهم فيها الآنَ إما على تنزيل ملابستِهم لما يوجبُها منزلَة ملابستِهم لها ، وإما عَلى أنَّ ما هُم فيهِ من الكفرِ والمَعاصي عينُ النارِ إلا أنَّها ظهرتْ في هذِه النشأةِ بصورةٍ عَرَضيةٍ ، وستخلعُها في النشأة الآخرةِ وتظهرُ بصورتِها الحقيقيةِ ، كَما في قولِه تعالى : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين } [ سورة التوبة ، الآية 49 وسورة العنكبوت ، الآية 54 ] في سورة الأعرافِ{[858]} .
{ خالدين فِيهَا } حالٌ من المستكنِّ في الخبرِ ، واشتراكُ الفريقينِ في دخولِ دارِ العذابِ بطريقِ الخُلودِ لا يُنافِي تفاوتَ عذابِهم في الكيفيةِ ، فإنَّ جهنَم دركاتٌ ، وعذابَها ألوانٌ { أولئك } إشارةٌ إليهم باعتبارِ اتَّصافِهم بما هُم فيه من القبائحِ المذكورةِ ، وما فيهِ من مَعْنى البُعدِ ، للإشعارِ بغايةِ بُعدِ منزلتِهم في الشرِّ ، أي أولئكَ البعداءُ المذكورونَ { هُمْ شَرُّ البرية } شرُّ الخليقةِ ، أي أعمالاً ، وهو الموافقُ لما سيأتِي في حقِّ المؤمنينَ ، فيكونُ في حيزِ التعليلِ لخلودِهم في النارِ ، أو شرُّهم مقاماً ومصيراً ، فيكونَ تأكيداً لفظاعةِ حالِهم ، وقُرِئَ بالهمز على الأصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.