ثم ذكر ما للفريقين فقال تعالى { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } فإن قلت : لم قدم أهل الكتاب على المشركين .
قلت : لأن جنايتهم أعظم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنهم كانوا يستفتحون به قبل بعثته ، ويقرون بنبوته ، فلما بعث أنكروه وكذبوه وصدوه مع العلم به ، فكانت جنايتهم أعظم من المشركين ، فلهذا قدمهم عليهم .
فإن قلت : إن المشركين أعظم جناية من أهل الكتاب ؛ لأن المشركين أنكروا الصانع والنّبوة والقيامة ، وأهل الكتاب اعترفوا بذلك غير أنهم أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان كذلك كان كفرهم أخف ، فلم سوى بين الفريقين في العذاب ؟
قلت : لما أراد أهل الكتاب الرّفعة في الدّنيا بإنكارهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أذلهم الله في الدّنيا ، وأدخلهم أسفل سافلين في الآخرة ، ولا يمنع من دخولهم النّار مع المشركين أن تتفاوت مراتبهم في العذاب . { في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية } أي هم شر الخلق ، والمعنى أنهم لما استحقوا النار بسبب كفرهم قالوا : فهل إلى خروج من سبيل ، فقال : بل تبقون خالدين فيها ، فكأنهم قالوا : لم ذلك ؟ قال : لأنكم شر البرية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.