أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ} (59)

شرح الكلمات :

{ هذا فوج مقتحم معكم } : أي يقال لهم عند دخولهم النار هذا فوج مقتحم معكم .

{ لا مرحبا بهم } : أي لا سعة عليهم ولا راحة لهم إنهم صالو النار .

المعنى :

وقوله تعالى { هذا فوج مقتحم معكم } أي يقال عند دخولهم النار هذا فوج أي فريق مقتحم معكم النار ، فيقول الطاغون { لا مرحباً بهم } أي لا سعة ولا راحة لهم { إنهم صالو النار } أي داخلوها محترقون بحرها ولهبها ، فيرد الأتباع عليهم قائلين { بل أنتم لا مرحبا بكم } .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ} (59)

قوله تعالى : ( هذا فوج مقتحم معكم ) قال ابن عباس : هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع ، قالت الخزنة للقادة : " هذا فوج " يعني الأتباع والفوج الجماعة " مقتحم معكم " أي داخل النار معكم ، فقالت السادة : " لا مرحبا بهم "

قوله تعالى : ( لا مرحبا بهم ) أي : لا اتسعت منازلهم في النار . والرحب السعة ، ومنه رحبة المسجد وغيره . وهو في مذهب الدعاء فلذلك نصب . قال النابغة :

لا مرحبا بغدٍ ولا أهلاً به *** إن كان تفريقُ الأحبة في غَدِ

قال أبو عبيدة العرب تقول : لا مرحبا بك ، أي لا رحبت عليك الأرض ولا اتسعت . " إنهم صالو النار " قيل : هو من قول القادة ، أي إنهم صالو النار كما صليناها . وقيل : هو من قول الملائكة متصل بقولهم : " هذا فوج مقتحم معكم "