النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ} (59)

قوله عز وجل : { هذا فوج مقتحم معكم . . . } فوج بعد فوج أي قوم بعد قوم ، مقتحمون النار أي يدخلونها . وفي الفوج قولان :

أحدهما : أنهم بنو إبليس . والثاني : بنو آدم ، قاله الحسن .

والقول الثاني : أن كلا الفوجين بنو آدم إلا أن الأول الرؤساء والثاني الأتباع . وحكى النقاش أن الفوج الأول قادة المشركين ومطعموهم يوم بدر ، والفوج الثاني أتباعهم ببدر .

وفي القائل : { هذا فوجٌ مقتحم معكم } قولان :

أحدهما : الملائكة قالوا لبني إبليس لما تقدموا في النار هذا فوج مقتحم معكم إشارة لبني آدم حين دخلوها . قال بنو إبليس { لا مرحَباً بهم إنهم صالوا النار قالوا } أي بنو آدم : { بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار } . قال بنو إبليس { لا مرحَباً بهم إنهم صالوا النار قالوا } أي بنو آدم : { بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار } .

والقول الثاني : أن الله قال للفوج الأول حين أمر بدخول الفوج الثاني : { هذا فوج مقتحم معكم } فأجابوه { لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار } فأجابهم الفوج الثاني { بل أنتم مرحباً بكم أنتم قدمتموه لنا } .