غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ} (59)

حين وصف مسكن الطاغين ومأكولهم ومشروبهم حكى أحوالهم مع الذين كانوا يعدونهم أحباءهم في الدنيا ثم مع الذين كانوا يعدونهم أعداءهم .

أما الأوّل فقوله { هذا } أي يقول الطاغون بعضهم مع بعض وذلك إذا دخلت أمة ثم دخل آخرون . والفوج الأوّل الرؤساء والثاني الأتباع . وقيل : الأول إبليس وبنوه والثاني أبناء آدم هذا { فوج } أي جمع كثيف دخل النار في صحبتكم . والاقتحام الدخول في الشدة أرادوا أن أتباعهم اقتحموا معهم العذاب كما اقتحموا معهم الضلال . وقوله { لا مرحباً بهم } دعاء منهم على أتباعهم و { مرحباً } نصب على أنه مفعول به أو مصدر أي أتيت رحباً لا ضيقاً ، أو رحبت بلادك رحباً فإذا دخل عليه لا صار دعاء السوء وبهم بيان للمدعو عليهم . وقوله { إنهم صالوا النار } تعليل لاستيجابهم اللعن . قيل : إنما قالوا ذلك ولم يصدر من الأتباع ذنب في حق من قبلهم لأن النار تكون مملوءة منهم ، أو لأن عذابهم يضاعف بسببهم . وقيل : هو إخبار لا دعاء أي وقد وردوا مورداً لا رحب فيه ولا سعة . وقيل { هذا فوج مقتحم معكم } كلام الخزنة لرؤساء الكفرة فما بين أتباعهم . وقيل : هذا كله كلام الخزنة .