قوله : { هذا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } مفعول «مقتحم » محذوف أي مُقْتَحِمٌ النار ، والاقتحام الدخول في الشيء بشدة والقُحْمةُ الشدة . وقال الراغب : الاقتحام توسط شدة مخيفة ومنه قَحَمَ الفرسُ فارسَه أي توغل به ما يخاف منه ، والمقاحيم الذين يقتحمون في الأمر الذي يتجنب .
قوله : { مَعَكُمْ } يجوز أن يكون نعتاً ثانياً «لِفَوْجٍ » وأن يكون حالاً منه لأنه قد وصف وأن يكون حالا من الضمير المستتر في «مُقْتَحِمٌ » . قال أبو البقاء : ولا يجوز أن يكون طرفاً لفساد المعنى ، قال شهاب الدين : ولَمْ أدرِ من أي وجه يفسد والحالية والصفة في المعنى كالظرفي ، وقوله : «هَذَا فَوْجٌ » إلى «النار » يجوز أن يكون من كلام الرؤساء بعضهم لبعض بدليل قول الأتباع «لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوه لَنَا » وأن يكون من كلام الخَزَنَة ، ويجوز أن يكون «هَذَا فَوجٌ » من كلام الملائكة والباقي من كلام الرؤساء . وكان القياس على هذا أن يقال : بَلْ هُمْ لا مرحباً بهم لا يقولون للملائكة ذلك إلا أنهم عدلوا عن خطاب الملائكة إلى خطاب أعدائهم تشفياً منهم . والمعنى هنا جمع كثيف وقد اقتحم معكم النار كما كانوا قد اقتحموا معكم في الجهل والضلال ، والفَوْجُ القطيعُ من النَّاسِ وجمعه أفواجٌ .
قوله : { لا مرحبا } في «مرحباً » وجهان :
أظهرهما : أنه مفعول بفعل مقدر أي لا أتيتم مرحباً أو لا سمعتم مرحباً .
والثاني : أنه منصوب على المصدر . قاله أبو البقاء أي لا رَحُبَتكُمْ دارُكُمْ مَرْحَباً بل ضِيقاً ، ثم في الجملة المنفية وجهان :
أحدهما : أنها مستأنفة سِيقَتْ للدعاء عليهم ، وقوله : «بِهِمْ » بيان للمدعُوِّ عليهم .
والثاني : أنها حالية ، وقد يعترض عليه بأنه دعاء والدعاء طلب ، والطلب لا يقع حالاً والجواب أنه على إضمار القول أي مقولاً لهم لا مرحباً . قال المفسرون قوله تعالى : { لاَ مَرْحَباً بهم } دعاء منهم على أتباعهم يقول الرجل لمن يدعو له : مرحباً أي أتيت رَحْباً من البلاد لا ضيقاً أو رَحُبَتْ بلاَدُكَ رَحْباً ، ثم تدخل عليه كلمة «لا » في دعاء النفي .
قوله : { إِنَّهُمْ صَالُو النار } تعليل لاستجابة الدعاء عليهم . ونظير هذه الآية قوله : { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } [ الأعراف : 38 ]
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.